اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 66
وقد قال في قوم إنهم إنما دخلوا النار لأنهم لم يكونوا يصلون فشكوا في القرآن من أجل ذلك، وزعموا أنه متناقض.
قال: وأما قوله: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} عنى بها المنافقين: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} حتى يذهب الوقت.
{الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} [الماعون: 6] يقول إذا رأوهم صلوا، وإذا لم يروهم لم يصلوا.
وأما قوله: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 42، 43] .
يعني الموحدين المؤمنين، فهذا ما شكت فيه الزنادقة[1].
= ما قال ربك: ويل للأولى سكروا
وإنما قال: ويل للمصلينا
فإذا كان الله تعالى توعد بالويل للمصلي الذي هو ساهٍ في صلاته ويرائي فيها فكيف بالذي لا يصلي أصلاً، فالويل كل الويل له، وعليه لعائن الله إلى يوم القيامة ما لم يتب.
انظر: دفع إيهام الاضطراب "233/10-234". [1] انظر تفسير الطبري "166/29" "311/30"، وتفسير ابن كثير "588/4" وتفسير الشوكاني "500/5". شك الزنادقة في قوله: {خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ}
...
وأما قوله عز وجل:
{خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [فاطر: 11] .
ثم قال: {مِنْ طِينٍ لازِبٍ} [الصافات: 11] .
ثم قال: {مِنْ سُلالَةٍ} [المؤمنون: 12] .
ثم قال: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26] .
ثم قال: {مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرحمن: 14] .
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 66